(د/عبدالرحمن السميط نموذج إنسانى فريد) بقلم دعاء عيد

(د/عبدالرحمن السميط نموذج إنسانى فريد) بقلم دعاء عيد

Size
Price:

Read more »

 

 (د/عبدالرحمن السميط نموذج إنسانى فريد) بقلم دعاء عيد 

(د/عبدالرحمن السميط نموذج إنسانى فريد) بقلم دعاء عيد
 (د/عبدالرحمن السميط نموذج إنسانى فريد) بقلم دعاء عيد 



(د/عبدالرحمن السميط نموذج إنسانى فريد) بقلم دعاء عيد
 (د/عبدالرحمن السميط نموذج إنسانى فريد) بقلم دعاء عيد 


الرفعة الإنسانية في سمو المقصد والغاية
عبد الرحمن السميط

 كان طالبًا في المرحلة الثانوية، يرى العمال الفقراء ينتظرون في الحر الشديد حتى تأتي المواصلات لتنهي ساعات الألم تلك فتنقلهم إلى مكان العمل، ذلك المشهد الذي قد يراه البعض أمرًا عاديًّا قد بلغ من الأثر في نفس الفتى ما أخرجه من حد التعاطف فضلًا عن الاعتيادية إلى دائرة التعبير والعمل، فماذا عساه يفعل في سنه تلك؟

اقترح على أصدقائه أن يجمعوا من المال ما يكفي لشراء سيارة قديمة لنقل العمال يوميًّا إلى محل العمل.

إذًا لقد فعل، لقد استطاع أن يغير الواقع من حوله إلى ما هو أفضل، فمن هو ذلك النسيج الإنساني الفريد؟

 ما مولده وكيف كانت نشأته؟

إنه عبد الرحمن حمود السميط، ولد بدولة الكويت في يوم 15 أكتوبر 1947م، تلقى تعليمه الأساسي والثانوي بالكويت، وكان شغوفًا بالقراءة منذ صغره؛ فكان أكثر وعيًا من أقرانه بما يحيط بهم من أحداث، كما أكسبه اشتراكه المبكر في الكشافة قدرته على الصبر وتحمل المشاق.

 وعُرف منذ صغره بحبه لأعمال البر، بُعث إلى العراق لدراسة الطب والجراحة في جامعة بغداد، والتي تخرج منها في يوليو 1972م، ثم حصل على دبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول في أبريل 1974م.

 ثم تخصص في جامعة ماكجل بمستشفى مونتريال العام بكندا في الأمراض الباطنية، ثم في أمراض الجهاز الهضمي في الفترة من يوليو 1974م إلى ديسمبر 1978م، ثم عمل بعد ذلك في مستشفى الصباح بالكويت.

  لقب بالعديد من الألقاب، منها: خادم الدعوة، ورجل بأمة، وخادم الفقراء في إفريقيا، وفارس العمل التطوعي، وسيد دعاة العصر، ومؤسسة في رجل، وعبد الرحمن الفاتح.

وأزعم أنه يستحق لقب "خليفة ذو النورين" (عثمان بن عفان) -رضي الله عنه وأرضاه-.

ولعل السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن عزيزي القارئ، لماذا استحق هذا الرجل تلك الألقاب؟

إنجازاته

       فإليك الجواب: لقد كان -رحمه الله- فيضًا من العطاء والتضحيات في سبيل الوصول لأسمى مقصد، وهو نشر كلمة التوحيد متبعًا قول: "أن يهدي الله بك رجلًا، خيرٌ لك من حمر النعم" فرفع الراية وامتطى جواده منطلقًا يجوب أدغال إفريقيا المظلمة بنور قلبه الذي يفوح منه عطر اليقين ليملأ أجواء كل الأماكن التي وطئتها قدماه، وبقوة عزيمته استحالت العقبات إلى تحديات مستساغة بل ممتعة، تحت نشوة الشوق إلى لقاء المولى عز وجل، ومن أروع ما قدمه:

1- أسلم على يديه أكثر من 11 مليون إنسان في إفريقيا خلال ما يزيد عن 29 سنة قضاها فى الدعوة إلى الاسلام.

2- بعد حصوله على جائزة الملك فيصل والتي قدرها 750 ألف ريال، تبرع بها لتكون نواةً للوقف التعليمي لأبناء إفريقيا، ومن عائدها تلقى العديد منهم التعليم في الجامعات المختلفة.

3- بناء ما يقارب من 5700 مسجد ورعايته لـ 15000 يتيم، وحفر حوالي 9500 بئر، وإنشاء 86 مدرسة، وأربع جامعات، و204 مركز إسلامي.

4- بناء 124 مستشفى ومستوصف، و84 مدرسة قرآنية، وتوزيع 51 مليون نسخة من المصحف الشريف.

5- قدم عددًا ضخمًا من مشاريع إفطار الصائمين لتغطي حوالي 40 دولة مختلفة وتخدم أكثر من مليوني مسلم، وتوزيع 160 طن من الأغذية والأدوية والملابس.

وهذا بعض ما قدمه خادم الدعوة بتوفيق الله له وبمن عاونه من أهل البر، بما قدموه من تبرعات ومساعدات لإخوانهم المنسيين في مجاهل إفريقيا، وقد تولى هذا الفارس منصب الأمين العام للجنة مسلمي إفريقيا، والتي تغير اسمها فيما بعد إلى جمعية العون المباشر.

مؤلفاته

وكان للشيخ مؤلفاته حول مشروعه الدعوي، منها: لبيك إفريقيا، دمعة إفريقيا، رحلة خير إلى إفريقيا رسالة إلى ولدي، قبائل الأنتيمور في إفريقيا، ملامح من التنصير دراسة علمية، السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات.

الجوائز والأوسمة الخاصة به

ومن تكريم الله له أن رفع ذكره في الدنيا فنال -رحمه الله- العديد من الأوسمة والجوائز، منها:

1- تكريم الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح ومنحه وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الأولى.

2- مُنح جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 1996م.

3- وسام رؤساء مجلس التعاون الخليجي بمسقط 1986م.

4- وسام مجلس التعاون الخليجي لخدمة الحركة الكشفية 1999م.

5- وسام النيلين من الدرجة الأولى الجمهورية السودانية 1989م.

6- وسام فارس العمل الخيري بإمارة الشارقة 2010م.

7- جائزة العمل الخيري والإنساني من محمد بن راشد آل مكتوم.

8- جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والإنسانية في ديسمبر 2006م.

وهذا بعض ما ناله -رحمه الله- جزاء صدقه في دعوته، فقد كان يبكي بمرارة إثر دخول أعداد من أبناء إفريقيا في الإسلام ثم بعدها يصرخون ويبكون على أمهاتهم وآبائهم الذين ماتوا على غير الإسلام، لقد كانت تهزه كثيرًا عباراتهم في تلك الساعة، إذ يقولون: "لماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟ أين كنتم يا مسلمين؟".

 كانت تُلقى عليه هذه العبارات شعورًا بعظم المسؤولية والأمانة التي ينبغي أن يقوم بها، فقطع العهد على نفسه أن يمضي بقية عمره في الدعوة إلى الإسلام، يواجه الصعاب ويقتحم العقبات على اختلافها، وهي لا تحصى، من أمراض وأوبئة وفقر وسباع وأفاعي، والأذى من الناس هناك بسبب سوء الفهم واختلاف التقاليد.

 لكنه مع ذلك كله لم يتوقف بل بذل الخير كله من حفر الآبار وتقديم الهدايا للملوك؛ ليؤلف قلوبهم، وحتى حمل الحلوى للصغار؛ ليدخل عليهم السرور، ومع ذلك فقد عرف عنه أنه كان يتصرف في أموال التبرعات بكل دقة وحسم ومحاسبة شديدة، فكان -رحمه الله- يقول: أموال الناس التي دفعوها لعمل الخير لا يمكن أن أفرط في دينار واحد منها.

وكان يمر بين حلقات تحفيظ الأيتام ليطمئن بنفسه أن الأمور تسير بشكل صحيح، كان نادرًا ما يعطي أموالًا؛ وإنما يقدم مشاريع تنموية صغيرة تدر ربحًا على الأسر الفقيرة.

 وبتأسيسه لجمعية العون المباشر وهي أكبر منظمة عالمية في إفريقيا كلها، التي كان يتم من خلالها إعداد وتدريب أكثر من 4000 داعية ومعلم ومفكر، فقلب الألوف منهم إلى منفقين للزكاة بعدما كان يستحقونها، وهذا تطبيق للمبدأ الإسلامي العظيم، التنمية المستدامة للشعوب والأمم.

وفاته

ولا ننسى أن نشير إلى ما تعرض إليه خادم الدعوة من محاولات اغتيال في إفريقيا من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره في أوساط الفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى معاناته جراء العيش في هذه المناطق وإصابته بالعديد من الأمراض، والتي ظل معها في صراع طويل حتى وافته المنية في يوم 15 أغسطس عام 2013م.

بعدما عاش مخلصًا لربه حاملًا لرسالته في الحياة والتي قال عنها: إن لكل إنسان رسالته في الحياة، ورسالتي أن أغير الدنيا من حولي؛ لتكون عالمًا أفضل لكل الناس.

وختامًا طوبى لذلك النموذج الفريد من نوعه، والنسيج المتفرد الذي خلف وراءه متع الحياة في وطن عامر بالخيرات، وانطلق إلى القاحلة السوداء التي سادها صمت الفقر والجهل، فسكتت ولم تتحرك حتى أتاها يفجر الله به ينابيع الحياة فيها ظاهرًا وباطنًا.

إنه عبد الرحمن السميط، الروح الوثابة التي تمكنت ببراعة من القفز خارج هذا الوعاء الصلب من المادية المميتة، هو الإنسانية الخالصة في زمن كثر فيه الهجين.

تدقيق: يارا أحمد.

تصميم غلاف وتنسيق: ابتهال محمد.

مراجعة التدقيق: أسماء الموطيع.

نبذة عن العمل

هذا المقال عن خادم الدعوة الدكتور عبد الرحمن السميط .. نشأته وإنجازاته في خدمة الاسلام..وما تعرض له من صعوبات وما كان له من تكريم .رحمه الله كثرت الألقاب ولم تف بحقه ...كانت رسالته في الحياة أن يغير الواقع من حوله إلى أفضل صورة ما استطاع إلى ذلك سبيلا وقد قام بها على أكمل وجه فكان خير قدوة ومثال لأبناء الاسلام في كل زمان ومكان

نبذة عن الكاتبة

دعاء عيد احمد علي.. كاتبة ..معلمة ..مدرب معتمد ..تجد راحتها بين السطور ..مع الأقلام والصفحات


0 Reviews

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *